بما أنَّ الروایة تعتبر صورة موضوعیة من وجهة نظر المؤلف حول الحیاة وتعکس الحالة العقلیة والثقافیة فی کل العصور؛ لهذا حاولت هذه الدراسة جاهدة أنتبحث و تنقد روایتی الشحاذ لنجیب محفوظ ودمع سبلان لإبراهیم دارابی فی ظل النقد الاجتماعی مستفیدةً من المنهج الوصفی والتحلیلی، وعلی أساس المذهب الأمریکی، حتی ترسم أثناء روایتهما تصویراً عن أحوال مصر بعد ثورة 1952 وایران خلال سنوات 1324 حتی 1357.
من أهم النتائج التی توصلنا الیها عبر هذا المقال أنَّ نجیب محفوظ فی روایته مال إلی نقد الأحوال السیاسیة والاجتماعیة فی مصر مستخدماً أسلوب التیار الوعی واللغة الرمزیة،کی یصوِّرَ الأزمة النفسیة والمعنویة لشخصیات القصة وکارثة المثقفین وصراعهم الداخلی، وهکذا الأمر بالنسبة إلی إبراهیم دارابی ولکنَّه استخدم الأسلوب الواقعی لیروی عن ایران وأحوالها فی تلک الحقبة الزمنیة.
موضوع دمع سبلان یدور حول مکافحة الاستبداد، وکان بطل روایته مثقّفاً ومناضلاً ومستمیتاً ضد النظام البهلوی. وموضوع الشحاذ هو مناوئة الثقافة الغربیة.کانت النساء فی الروایات المذکورة منقادة للرجال، حیث کانت المرأة فی روایة الشحاذ وسیلة للوصول إلی لذاتهم الدنیویة، ولکن فی روایة دمع سبلان نواجه نساء مثالیات یحضرن فی ساحة القتال إضافةً عَلَی القیام بشؤونهن فی البیت. وأیضا الأطفال والأحداث یصنعون مستقبلاً زاهراً والکاتبان یأملان لهما النجاح والحریة لوطنهما.
)