یضم الأدب المقارن العدید من الفروع والإتجاهات، منها «الصورولوجیا أو الصوراتیة». ویرصد الباحث فی هذا الفرع من الأدب المقارن، إنعکاس صورة الأنا فی الأدب الأجنبی أو یستکشف کیفیة إنعکاس صورة الآخر فی الأدب الوطنی. انطلاقا من هذا الإتجاه فی الأدب المقارن، فقد تناول البحث الحالی رحلة الکاتب والقاص الإیرانی جلال آل أحمد إلى مکة المکرمة لحج بیت الله الحرام، حیث رسم صورة «الأنا» و «الآخر» فی کتابه خسی در میقات (قشة فی المیقات). وفی هذا السیاق، فقد عکفنا على إستخراج صور الأنا والآخر قبل أن نقوم بتصنیف تلک الصور وتبویبها. بناء على هذه الدراسة، فإن الصورولوجیا وباعتبارها إحدى فروع المدرسة المقارنة الکلاسیکیة، قادر على أن یساهم فی الکشف عن الطاقات الأدبیة الکامنة فی النص الأدبی. وقد أعطى جلال آل أحمد – حسب الدراسة - صورا منوعة عن «الأنا» و «الآخر» وفی هذا الصدد، حرص على إبراز صورة «الأنا» عبر إستعراض صورة «الآخر». بعبارة أخرى، فقد سار آل أحمد فی حلقة مدورة، حیث انطلق من «الذّات» لیعود إلیها ثانیة ولکن مزودا بمزید من المعرفة عنها وذلک عبر تصویر «الآخر». فی جانب آخر من إستنتاجاته، فقد وجد البحث الحالی أن السارد قد مارس عملیة «إنتقاء الصّور» خلال تصویر الأنا والآخر. وفی ختام البحث، سنجد أن الصورولوجیا وبالإستعانة باتجاهات النقد الأدبی الحدیث کالسیمیائیة والبنیویة، یدخل ضمن نطاق الدراسات البینیة وأنه لا یختصر على تناول الأبعاد غیر الأدبیة، بل یمثل صلة الوصل بین الأدب وسائر العلوم الإنسانیة کالتاریخ والسوسیولوجیا.
)